jeudi 3 juillet 2014

أحمد بن الحسين العبلاوي

*
* * *
أحمد بن الحسين العبلاوي
يقول عنه الاكراري: ومنهم الفقيه سيدي أحمد بن الطالب الحسين بن عبدالله العبلاوي الباعمراني، قائد أيت عبدالله ثم أيت إعزى، سلك مسلك ابيه ولكن لا تلتئم له لقمة في أياد، ولا قبيلة على مراد، بل أراد أن ينال ما لم يُقدّر، وأكب على كل أمر  تعسر، فأخذ القيادة من الشيخ احمد الهيبة، فزال بذلك عنه كل هيبة، فلم يكن في راحة منذ أن مات أبوه، ولا سلك مسلكا للناس صوَّبوه، حبسه الخزار في تيزنيت عاما أو عامين، فلما أطلق أسرج جواد عزمه إلى الحيْن، فكان ممن تسبب في تخريب القياد، وسبَّب أسباب الفساد، فخربت دار أبيه التي هي محل احترام، ولا يخطر على بال أن ترمى باحترام، كما يدين الفتى يُدان، ولا يدفع القدر يَدان، أي قوة. فكان في جميع عمره في هياط ومياط، لا يستقر له في القلب النياط، وكان في الهيجان أشجع من ذباب، فعن عمد يقتحم الشهاب، لا يلوي لحال، ولا يرثي لمآل، سواء عنده في شماتة الأعداء، ولا في حنانة الأقرباء، يهرول للفتنة فطارت إليه، ثم صارعها فنزلت عليه، لقيها في النهار، وعاينها بلا غبار، فانقاد للحَيْن، ولم يجرح ولا عض ولو بجفن عين:
أسدٌ علَيَّ وفي الحروب نعامة * فتْخَاءُ تَنْفِرُ من صَفِير الطائر
وكان من جملة المغترين، حتى أتاهم ملك اليقين، فقتل رحمه الله في 8 رمضان عام 1339ه، موافق 16 ماي 1921م، قتلته قبيلة أيت عبدالله بمعونة القائد المدني الاخصاصي، فانطفأ شهابه، واطمأنت شعابه، وذلَّت أقاربه، وساغت لغيره مشاربه، إذ طال ما غُصُّوا به، وظُلِموا فما خُصُّوا.
ولكننا نرجو له من شفاعة * تُراقِيه يوم الحشر أوسعَ رحمة
بجاه إمام المرسلين محمد * وآله والأصحاب أصحاب جنة
ويقول عنه المختار السوسي في كتاب رجالات العلم: فقيه أخذ عن أبي فارس الأدوزي كما سمعت، وعلمه حسن غير ضئيل، ثم لم يقنع أن يتمشى وئيدا وأن لا يفارق العلم بالكلية كوالده، فانتشب في الرئاسة، فاعتقل أيام الحاحيين بيد القائد علي الخزار، ثم لما سُرِّح قام مع العامة على القياد يخربون ديارهم فظهر شأنه، وكان كريما مقداما جسورا إلى سنة 1330ه، فعُين عن أمر أحمد الهيبة على قبيلة أيت عبدالله، فتسمى قائدا، ثم لم يزل يجاذب القائد المدني فرُمي فسقط فكان من الهالكين وذلك في 08 رمضان 1339ه   16 ماي 1921م
وفي لقبه (بنطالب) يقول المختار السوسي في كتابه ايليغ قديما وحديثا: من المعلوم أن قدماء سوس يعدون من البدع الطارئة على بلدهم كلمة سيدي وتقبيل اليد، فما كانوا يسمون فقهاءهم إلا الطالب فلان أو عمي الطالب إذا كان مسنا، وما أكثر الأسر المسماة بأيت الطالب في سوس، وإن العلامة سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ دفين تامانارت لما عاد من الجهاد لتحرير البريجة (مدينة الجديدة حاليا) أيام السلطان المولى عبدالله الغالب بالله السعدي، مر بقرية أيت فروين حيث العلامة سيدي محمد بن ابراهيم البعقيلي، فأراد هذا الأخير أن يقبل يد الشيخ وهو هم مسن لا يكاد يظهر بين قربوسي سرجه، فمنعه يده، وقال له: أتكون هنا البدع وأنت هنا؟ إن لم تقطع تقبيل اليد ولفظة سيدي فلا أعرفك ولا تعرفني، مع أن شيخه الحسن بن عثمان التملي دفين تيوت قرب تارودانت هو الذي أتى بتلك العادة من فاس.
وقد تبع أحمد نطالب  هذا خطا والده في الخوض في السياسة وطمع في الولاية فتولي قيادة قبيلته أيت عبدالله وقبيلة أيت إعزى بظهير من الشيخ أحمد الهيبة، فسبب له ذلك مضايقة القائد المدني الاخصاصي الذي ألب عليه من قتله عند سحر أحد أيام رمضان 1339ه موافق شهر ماي 1921م، وذلك في عهد السلطان مولاي يوسف بن الحسن العلوي
وتصادف سنة وفاته بعض الأحداث في الداخل والخارج منها
-          استشهاد المقاوم الأمازيغي موحا اوحمو الزياني
-          وفاة بيتر الأول : ملك صربيا
-          وفاة سالم المبارك الصباح : أمير الكويت
ويقول الأستاذ حمدي أنوش عن قاتل مترجمنا الفقيه : هو القائد المدني بن احمد الاخصاصي، من فخدة إذبيفوان بقبيلة الاخصاص، كان من ألد أعداء مخدومه القائد بوهيا الاخصاصي، وكان المدني قبل توليه القيادة فقيرا معدما، فساقته الأقدار الى أن تمكن من الحصول على القيادة من قبل القائد سعيد الكيلولي عام 1316ه، فاستطاع إقصاء منافسه القائد بوهيا، وخلا له حكم قبيلة الاخصاص حوالي ربع قرن، توفي في 8 رمضان 1352ه موافق 25 دجنبر 1933م
ويقول الاكراري عن القائد المدني بعد مقتل عدوه القائد بوهيا واستيلاء على زمام الحكم فقال: واستحكم المدني على الثغور، فاستعلى وعَدِم المنازع، واستولى ولم يظهر له مقارع، فنُفخت أوداجه، وامتلأت أدراجه، وأجلسه في منصة الأحكام أحمد الهيبة (لأنه كان من مناصريه)، وكانت له من ذلك اليوم الهيبة، ففرض المال ووعى، وجمع فأوعى، فكره جميع من إلى بوهيا انتسب، ولو أن له أصيل النسب، أو علما منتخب، فطرد واغنصب، وتكرَّه واحترب، فاتبع هواه إلى أن يرديه في مهواه، وعمدته شيخ شريف سكن عنده تشيخ (لعله الصوفي الكبير الذي كان يتردد عليه كثيرا وهو الحاج محمد الشريف الدرقاوي البويزاكارني المتوفى سنة 
1363ه موافق 1943م

* * *
*

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire