الشهيد الشيخ عبد الله بن ياسين الجزولي
==============================
هو البطل المجاهد عبدالله بن ياسين بن مكوك بن سبر بن علي
بن ياسين التامنارتي الجزولي، نسبة لبلدة تامانارت الواقعة في الجنوب الشرقي لقطر سوس، مرشد ومؤسس دولة المرابطين، وباعث
الروح في قبائل الصحراء، المتخرج في مدرسة قرطبة بالأندلس، ثم رابط في مدرسة شيخه العلامة وكاك بن
زلوان اللمطي الحسني في سوس، (ينطق حرف الكاف بالجيم المصري) ثم أصحر، ورجع فعمل بعلمه على جمع كلمة شمال إفريقيا والأندلس،
العلامة الداهية السياسي الورع الصوام المقدام، من الأفذاذ المؤسسين للملك
العريق في المغرب، بإيمانه العميق الذي لا يتطرق
إليه الشك، أو يعتريه الاضطراب، ثارت ثائرته حين رأى وطنه يسير نحو الهاوية، فدفعته روحه المنسجمة إلى الثورة على
الأوضاع الفاسدة في عصره، فسلك منهج الجهاد
ونجح فيه كل النجاح، واستطاع أن يجعل من رجاله أهل الصحراء يسيطرون على الشمال
الافريقي و الأندلس.
كان عبدالله بن ياسين تلميذا
مخلصا لشيخه (وكاك بن زلوان اللمطي)، المربي الصوفي الذي كان يقطن في سوس، ولم يكن يقتصر على ثقافته الروحية،
بل كان يزود نفسه بالثقافة العامة، ويدرس ويتعمق في فهم النصوص العلمية، وكان
كفاحه العلمي كفاحا مجيدا، وهو
الذي أهله لكي يبعث الروح في قبائل لمتونة
وينشئها من جديد.
وكانت لقبيلة لمتونة في الصحراء الرئاسة في عهده، واستوثق
لهم الأمر والنفوذ الشامل منذ عهد (أميرهم
محمد ابن تيفاوت) الذي كان شخصية محبوبة ومحترمة، وبعد وفاته انتقل
الأمر إلى
سيطرة (يحي بن إبراهيم الكدالي)، وعندما
دخلت سنة 427 هـ استخلف (يحي الكدالي) على رياسة صنهاجة ابنه (إبراهيم الكدالي)
وارتحل متجها إلى الشرق لأداء
فريضة الحج، وبعد أن أدى مناسكه، وفي طريق عودته قصد مصر
فطرابلس فتونس، حيث عرج
على مدينة القيروان
التي كانت مركز إشعاع تنافس
قرطبة
وبغداد، وهناك
التقى بالفقيه الزاهد (الشيخ ابي
عمران الفاسي) المحاضر هناك في وقته، وحضر
دروسه واستمع إلى وعظه وهديه، فتأثر به وتمنى لبلده صنهاجة أن يكون لها مثل هذا الدين الاسلامي الصحيح، وتقرب من الشيخ أبي عمران الفاسي، معرفا بإسمه ونسبه ومركز حكمه وبلاده وقومه،
وكيف أن الجهل غلب عليهم، فهم لا ينقصهم الإيمان ولا تعوزهم التوبة، وإنما تنقصهم
الروح المدبرة، وطلب من الشيخ أن يمده ببعض طلبته، كي يطهروا عقيدة
أهلها، ولم
يستصعب الشيخ (أبو عمران الفاسي) طلبه، فقدر المهمة التي ألقيت على عاتقه، لعلمه
أن الصحراء التي سيحمل إليها النور، خشنة العيش، صعبة الحياة، وأهلها أصحاب طباع
جافة.
فراح الشيخ في البحث عن مرشد أهل
لذلك، واتصل بتلميذ مخلص عرفه الشيخ قديما، ويسكن في بلد سوس، المربي هو (الشيخ واكاك بن زالو اللمطي) وكتب إليه يرجوه
تزويد يحيى الكدالي بمن
يثق بدينه وورعه، ودله الشيخ على احد الطلبة
الحذاق النبهاء، والذي قبل الذهاب بدون تردد، ولم يكن هذا الفقيه الطالب سوى تلميذه (عبد الله بن ياسين) الذي وصفه
ابن ابي زرع بأنه من أهل الفضل والدين والورع، والفقه والأدب والسياسة، والمشارك في العلوم، وهي صفات تؤهل صاحبها لخوض معارك قاسية، وتضمن له النجاح في عمله، وهكذا
هيأت الأقدار هذا المرشد الذي كانت تنتظره الأجيال، أن يخرج دولة من العدم ويؤسس مملكة مغربية اتسعت دائرة حكمها، فشملت
المغربين الأقصى والأوسط، والأندلس، وحطمت تيجان ملوك الطوائف.
ثم خاض الطالب غمار الصحراء الواسعة
دخول المطمئن الواثق بنفسه، ولم يكن يعبأ بشيء أو يتخوف من فشل، وإنما كان يعنيه
أن يتعرف على موطن
الإحساس في نفوس رعاياه الجدد، ليجعلهم يستمعون إليه بالرغم من غلبة الجهل وتحكم التقاليد
فيهم، فوجدهم لا يعرفون من الإسلام إلا الشهادة ولا يدرون من شرائعه شيئا، وداخلهم
برفق وخطوات أبانت عن فهم سديد ومعرفة دقيقة بنفسيات البشر، ليوقظ
فيهم الشعور بالحاجة إلى التوبة، ويهيج ضمائرهم الخامدة، وتتحرك فيهم عوامل الندم، فيسرعوا إلى الحق اليقين، ويرجعوا إلى الإيمان الصحيح، فعكف على تلقينهم
العلم والمعرفة، فدخلوا معه في رباطه، وسماهم المرابطين.
ثم شرع الشيخ المربي ابن ياسين في العمل
الحقيقي، فخرج إلى الحياة ليعرض إرادته عليها، ويرسم لنفسه خطة العمل، واختار في دعوته وإرشاده الرؤساء الذين دخلوا في رباطه،
فبواسطتهم يستطيع أن يضرب الضربة القاصمة، وهناك شرع في الخطوة التالية وهي الجهاد،
فأشهر سيف نقمته، وصب جام غضبه على المخالفين، فانهزمت أمام عزيمته قبائل (كدالة) و(لمتونة) و(مسوفة)، وكان الجميع يتقبل منه هذا التطهير، فانضم اليه الغزاة
ليحاربوا بقية المخالفين بعزيمة لا تقهر، وكان لا يستأثر لنفسه بالأخماس والزكوات، وإنما كان يبعث بها
إلى طلبة المدارس، وقضاة الشرع فيها، تشجيعا لهم على الدراسة، وترغيبا في إحلال
الدين محل العادات والتقاليد، وليست له ايضا رغبة في جمع السلطة في يده، خاصة بعد
وفاة مرافقه الأمير يحيى الكدالي، بل اكتفى بالسلطة الروحية، وأسند السلطة
الميدانية لخلفه يوسف بن تاشفين اللمتوني، بطل الإسلام والمسلمين، لأن ابن ياسين
كان ذو فكر ثاقب بعيد، حيث لم يرد أن تقتصر دعوته على أرجاء الصحراء، بل كان يطمح في
توسيع دائرتها، وجمع كلمة المغرب الذي مزقته الأهواء وتحكمت فيه النزعات، ولكي
يحقق هذا التوسع كان لابد له من أن يبقى بعيدا عن ميدان السياسة والحكم المباشر، وان
كان في الحقيقة هو المدبر لكل الأشياء.
ثم اتجهت أنظار هذا المرشد الديني الى داخل المغرب، فانفتحت أمامه بسهولة، ابتداء من سجلماسة التي
تعتبر صلة وصل بين الصحراء وداخل البلاد، حيث دعته عن محض إرادتها وألحت
عليه في
الدعوة، وطلبته على لسان فقهائها وأشياخها، أن ينقل دعوته إلى أراضيها، لينشر فيها النور والإصلاح، فلبى طلبها وانزل
ضربة قاضية بأميرها مسعود ابن واندين الزناتي، فأصبحت ساحة سجلماسة وجارتها منطقة
درعة مطهرة، وتتابعت معاركه في سوس، فانضمت (جزولة) و (ماسة) ومعقل سوس
(تارودانت)، هذه المدينة التي كانت ترزح آنذاك تحت سيطرة طائفة من الروافض، فكان النجاح يدفعه إلى متابعة الخطوات، فتابع
جهاده بعد بلاد المصامدة، وجبال الأطلس الكبير، ضاربا ضرباته الموفقة، حتى دخل أغمات (بالحوز حاليا) دخول
الظافرين المنتصرين سنة 449هـ، ثم تجاوزها الى أن وقف وجها لوجه مع قبائل برغواطة
بسهول تامسنا (الشاوية)، هذه القبائل التي جاهرت بالكفر، وأنشأت ديانة خاصة بها،
فكان لا بد أن يقف ضدهم موقف حياة أو موت، فلم يتهاون أو يضعف تجاه العصاة، مع أن أمرهم استعصى على
كثير من الأمراء، فلم يستطع المغراويون القضاء عليهم ولا الحد من نشاطهم، فدعاه واجب الجهاد أن يقدم
حربهم على كل شيء، ويخلص البلاد من مجوسيتهم التي دنست إرجاء هذا الوطن المؤمن، وكان زعيم برغواطة يدعى (صالح
ابن طريف) المتنبئ، وهو رجل خبيث النزعة فاسد العقيدة، قرأ وتعلم كثيرا وتنقل في الأندلس والمشرق،
ولم يجد مكانا خصبا لشعوذته ونفاقه إلا هذه المنطقة، فعزم ابن ياسين على محاربته،
فجند من أجله كل جهوده، ولكن شاءت
الأقدار أن يشهد في ختامه نتيجة كفاحه، إذ استشهد رحمه الله
بعد معارك طاحنة وملاحم شديدة، فانطفأ هذا النجم اللامع، وخبا الشعاع الذي كان
ينير هذه الأرجاء، ورسم له القدر خطوطه النهائية، وهيا له هذه الخاتمة النبيلة، التي لا تكون
إلا للإبرار الصالحين، وهكذا انتهت حياة هذا الرجل المجاهد الإنساني العظيم، بدون
ضجة أو عويل، بعد أن ساقته
المنية وهو يشهد هذا الصراع الجبار بين عقيدتين مختلفتين، مخلصة وزائفة، ومن حظه
أنه بالرغم من غيابه الجسدي فإن حضوره الروحي بقي قائما في شخص تلميذه وخلفه
القائد يوسف بن تاشفين الذي تابع مسيرته الجهادية الى أن تأسست في المغرب
أقوى دولة اسلامية بلغ إشعاعها أوروبا وآسيا.
وكانت وفاته بتاريخ 24 جمادى الأولى سنة 451هـ موافق 7 يوليوز عام 1059م، وبعد تجهيزه نقل جثمانه الى ربوة ببلدة كريفلة في قبيلة زعير، ووارته تربتها، ورقد جثمانه وسكنت روحه، وخفت صوته المجاهر بالحق الى الأبد .
وضريحه شهير في تلك البلدة، يعرف عند أهل القبيلة حاليا باسم (سيدي عبدالله مول الغارة) هذا الاسم الذي لزمه طوال الزمن تخليدا لغاراته الجهادية على الكفر والجهل البورغواطي في أرض تامسنا الشاوية الحالية
* * *
* * *
*
وضريحه شهير في تلك البلدة، يعرف عند أهل القبيلة حاليا باسم (سيدي عبدالله مول الغارة) هذا الاسم الذي لزمه طوال الزمن تخليدا لغاراته الجهادية على الكفر والجهل البورغواطي في أرض تامسنا الشاوية الحالية
=======================
معاصروه من الأعلام (في النصف الأول من القرن 5 هـ)
أبو
حامد الغزالي - ابن
السمح - ابن
الصفار - ابن
البرغوث - ابن
الخياط - ابن
بطلان - أبو
الفتح البستي - ابن
المجوسي - المتيم
الافريقي - عائشة
القرطبية - عمار
الموصلي - محمد
المهدي بالله - أبو
الفتح البستي - أبو
سهل المسيحي - أحمد
بن علي الباغائي - بندار
الرازي - أحمد
بن نصر الداودي - ابن
جميع الصيداوي - الباقلاني - الحسين
النوبي - أبو
الحسن القابسي - ابن
الفرضي - قابوس
بن وشكمير - هشام
المؤيد بالله - يوسف
بن هارون الرمادي - أبو
سهل القوهي - أبو
عبد الله الحاكم النيسابوري - ابن
نباتة السعدي - أبو
حامد الإسفرايني - ابن
حبيب النيسابوري - الشريف
الرضي - ماسويه
المارديني - سليمان
المستعين بالله - علي
بن حمود - مبارك
الصقلبي - عبد
الرحمن المرتضي بالله - عبد
الغني بن سعيد - أبو
العباس الأقليشي - ابن
بابك - الكرخي - محمد
بن إسماعيل الدرزي - أبو
عبد الرحمن السلمي - المنذر
بن يحيى التجيبي - حميد
الدين الكرماني - محمد
بن أحمد غنجار - ابن
البواب - الشيخ
المفيد - شاعر
السنة - محرز
بن خلف - أبو
حيان التوحيدي - أبو
سعيد النقاش - الكسكري - عبد
الرحمن المستظهر بالله - عبد
الله بن إسحاق البرزالي - السجزي - عبد
الجبار المعتزلي - محمد
المستكفي بالله - صاعد
البغدادي - أبو
إسحاق الإسفراييني - اللالكائي - خيران
الصقلبي - أبو
الفرج بن هندو - ابن
الكتاني - ابن
زريق البغدادي - كوشيار - ابن
القارح - ابن
دراج القسطلي - المرزوقي - علي
بن أحمد النسوي - محمود
الغزنوي - مسكويه - أبو
العباس أحمد القادر بالله - الآبي - عبادة
بن ماء السماء - أبو
الحسن الخرقاني - أصبغ
المهري - ابن
السمح - ابن
الصفار - ابن
شهيد - الغضائري
الرازي - أبو
إسحاق أحمد الثعلبي - أبو
الفرج اليبرودي - الزهراوي - القاسم
بن حمود - يحيى
المعتلي بالله - يحيى
بن المنذر التجيبي - أحمد
القدوري - ابن
باكويه - ابن
سينا - القدوري - حبوس
بن ماكسن - منصور
بن عراق - مهيار
الديلمي - هشام
المعتد بالله - أبو
عمر الطلمنكي - الفرخي
السيستاني - زهير
الصقلبي - عبد
القاهر البغدادي - أبو
الحسن الحوفي - أبو
العباس أحمد بن عمار المهدوي - أبو
عمران الفاسي - أبو
نعيم الأصبهاني - ابن
الهيثم - علي
بن عيسى الكحال - معز
الدولة التجيبي - إدريس
المتأيد بالله - ابن
الأبار الخولاني الإشبيلي - الأعلم
الشنتمري - ابن
سفر - الحسن
المستنصر بالله - محمد
بن عبد الله البرزالي - نجاء
الصقلبي - يحيى
القائم بأمر الله - أبو
الحزم بن جهور - الظافر
بن ذي النون - ابن
ماما - الشريف
المرتضى - مجاهد
العامري - سليمان
بن هود - قطران
التبريزي - سليمان
بن هود - قطران
التبريزي - أبو
الريحان البيروني - محمد
بن القاسم المهدي بالله - محمد
بن بكر الفرسطائي - ابن
الإفليلي - معن
بن صمادح - أبو
الحسن الربعي - أبو
جعفر السمناني - أبو
عمرو الداني - أبو
نصر السجزي - إدريس
السامي بالله - ابن
البرغوث - محمد
بن إدريس المهدي بالله - وجاج
بن زلو اللمطي – توفي في 445هـ - إدريس
العالي بالله - الفخر
الكركاني - الناطفي - ابن
الخياط - عبد
العزيز الحلواني - أبو
الصلاح الحلبي - أبو
العلاء المعري - أبو
الفتح الكراجكي - أبو
عثمان الصابوني - أبو
نور بن أبي قرة اليفرني - الأنبردواني - باديس
بن أبي نور اليفرني - أبو
الصلاح الحلبي - أبو
العلاء المعري - أبو
الفتح الكراجكي - أبو
عثمان الصابوني - أبو
نور بن أبي قرة اليفرني - الأنبردواني - باديس
بن أبي نور اليفرني - أبو
سعيد عبيد الله بن بختيشوع - الشريف
العقيلي - القاسم
الواثق بالله - الماوردي - اليازوري
==========================================
* * *
* * *
* * *
* * *
*
صورة تذكارية في إطار استعداد المجلس العلمي المحلي بإقليم الخميسات لتنظيم يوم دراسي
في موضوع (سيرة الشيخ المجاهد عبدالله بن ياسين العلمية والدعوية)
قام رئيس
المجلس العلمي الدكتور حدو مزيان بناصر
رفقة أعضاء ومؤطرين تابعين للمجلس العلمي
يوم السبت 21 ربيع الثاني 1432هـ، الموافق 26 مارس 2011م
بزيارة ضريح الشيخ عبد الله بن ياسين الجزولي
*
الله يرحمه ويرحم ابن تاشفين ويرحم اولئك الأبطال الذي باعوا انفسهم لله
RépondreSupprimer